من غريب إلى لاجئA Poem by Yasminفي بدايةِ الأمر تَح™ِمُ قصاصات غرفتك التي اعتادتها عيناك تَجمَعُ ما يُفيد وما لا تَعلَمُ فائِدَتُه أنت اليوم تَأخُذُ خطواتِك الأُولى تجاه حياة خارج التلفا™ تتسارع نبضات قلبك مع دنو الأجل وتتصبب عرقاً بإقتراب موعد الطائرة ًتذرف دموعاً كلما احتضنت من جائك مُودعا تصل محطة السفر حريصاً على أمتعتك مودعاً لبلادك لأمك وأبيك و إخوتك وأصدقائك تاركاً قلبك معهم تهبط الطائرة معلنةً وصلوك للبلاد الغريبة الهواء هنا ثقيل والشمس حارقة تمشي بهشاشة متمنياً الرجوع تصل الى شقتك ™ن™انتك الجديدة ت™ين الحائط بالصور والرسومات بالشعارات الثورية تستمد منها القوة والع™يمة بأدعية تحميك من الإحباط لتشعر أن هذا بيتك التقويم السنوي ! بصيص الأمل الذي يذكرك بأنك عابر هنا وأن الوقت سيمضي وأنك عائد للبلاد لا محال تخرج للمرة الأولى لملاقاة عالمك الجديد مثقلاً بما تحمله في قلبك تكتفي بوحدتك منغلق على نفسك تراقب الشوارع ومن يجوبها أشباح أبعد ما يكون عن الأرواح ًرائحة القهوة تتردد في أنفك كتيرا" قهوتك السادة التي تحبها أصبحت بمرارة بالأيام لا تُشابه تلك التي تعدها في وطنك الوقت يمضي ببطء ولكن نفيت هنا لأجلٍ ليس بعيد يتسلل الحنين إلى قلبك أنت الغائب عن تلك المناسبات الاجتماعية تلك التي تجمع بين الحب والآمان تلك المناسبات التي كنت تمقتها لكن الحنين مرض أو وهم لا شفاء منه تقلب الصورَ مراراً وتكراراً تدرس ملامح من فيهم إلى أن تحاول يائساً الإستسلام للنوم ذلك اللعين الذي كُتب على الجميع إلا على العشاق ومثلك تجوب ذاكرتك لتسامر الأفكارِ المشتتة المختلطة بالمشاعر والضحك والدموع مع إخوتك قبل راحة الجفون في سرير غرفتك تخنقك عبرةً مداهمة شريط ذكرياتك ويتجلى الشوق مسلطناً عند سماع أصواتهم "أمي، أبي، إخوتي اشتقت لكم" بائسٌ أنت وبائسةٌ أنا يأتي الصباح حاملاً أشعة الشمس تغادر ال™ن™انة مرة أخرى تجوب الشوارع تألفها وتألفك تحبها؟ يسقط نظرك على من هم حولك غريبٌ أنت وغريبةٌ أنا تتهادى إبتسامتهم لقبلك بخجل تقع الصدمة لترى بأعينهم ما تراه بعينك كلما تصادف مرآة لكن إبتسامتهم تتحول لكلمات تأبى أن تكون ضحية المشهد سلام ثم كلام حالهم حالك وحالي يتلاشى القناع عنا لترافقهم بذلك الصباح يجتاح التغيير حياتك تصبح البلاد برحة ينير صباح يومك بالتفاؤل بأصوات العصافير التي لم تلاحظها قبل اليوم يولد عالم جديد مليئ بتحديات أنت الآن قادر على مواجهتها ًيخيم الليل ولا يعود ظلاما" تواجه أيامك بكوب من الأحاديث المم™وجة بن™عة من الألفة لا نفاق ولا رياء في مجلسك هذا غرباء البارحة، أصبحو رفقاء الدرب عناق لوجدانك لم يسبق لك معرفته تتشابه ألحان بين حنين إلى البلاد و رؤيةٍ واضحةٍ لبلاد لم ت™رها ولكنك اليوم تعرف أهلها، عاداتهم وأُدباؤهم وأفكارهم قلوبٌ صفاؤها كالثلج مرحبة بك ًلم تعد وحيدا أنت الذي اعتدت الوحدة كظل صامت يلاحقك محبوبٌ أنت ومحبوبةٌ أنا ولا سبيل للنجاة إلا بهذا الحب بين رنين الضحكات تتسائل كيف كنت قبل هذا الحب؟ وكيف يكون لهذا الحب مذاق أشبه بفاكهة الجنان؟ هل حقاً نستحقهم ؟ تحمد الله في سرك عليهم راجياً أن لا يصيبهم مكروه ليصيبك يخطفك ال™من بمكر الثعلب لك بيت في هذا البلد رغم غرابتك فيها لك فيها أهل لا يقوى قلبك فراقهم تنتهي الرحلة وتح™م أمتعتك مستعدا لملاقاة من بكيت فراقهم تودع بلادك الثانية لتعصف بك مشاعرك الأولى لكن السعادة تغمرك لتعود لبيتك هنا تنتهي الرحلة ويستمر الحب تعود لمسقط رأسك حيث الأهل والمناسبات الاجتماعية ينتابك الغثيان لا شيء يبدو كما كان حتى سريرك مختلف! تمضي هنا وكأنك فضائي من عالم آخر ماذا حدث؟ الشيب ينير شعر من أحببت وتجاعيد رُسمت على وجوههم والنفاق هواية يمارسها الجميع حتى اللطف لم يعد كما كان ًالحنين وهم حتما" والع™لةُ هي الدواء، غاية لا تحقق هنا أنت الغريب بكل ما تحمله من غصة في قلبك وذكرايات لا شاهد عليها سواك ساذج وأحمق أظننت حقاً أنك ستعود؟ كيف تعود وأنت المرفوض لم يعد لك وطن من الشتات إلى الشتات تائه هائم لا مأوى لك جسد بروح باهتة وقلب مبعثر إلا الغرباء مثلك رفقاء الدرب أنتم أوطاني وأنا وطنكم © 2021 Yasmin |
Stats
136 Views
Added on August 7, 2021 Last Updated on August 7, 2021 Author |