هلوسةA Story by Ghaydaa Shahatitاستيقظت بهلع، على الأرجح أنها رأت كابوس مرعب مرة أخرى، تحسست هاتفها، أمسكته.. سألتها أن كانت تريد بعض الماء. أجابت بالنفي. تململت في فراشي وعاودت النوم. سألتني في اليوم التالي أليس للكلمات اسرار كنحن البشر؟! فإذا كانت الكلمة تعني المفردة و المفردة تعني المفارقة إذا فالكلمات بشر... رغم ارتباطاتها و توليد بعضها من بعض وكثرة الإشتقاقات للمفردة الواحدة لا ينفي هذا كون الكلمة ك سر بشري فنحن البشر توجد فينا كافة أنواع الإرتباطات بشكل أو بآخر فنحن مترابطون موصولون ضمن منظومة لا نهائية من الكون في التشعب و التفرع و الإنقسام والتفرد المجرد. هل يكمن السر في إختلافنا"؟ حوقلت وأجبتها بسؤال ساخر هل الهلوسة ما تجمعنا؟ تلك التي أغفلت العمر و آمنت بالخيال وعاشته واقعا و ابتعدت عن الواقع أشد من بعدها عن ماضيها و أبعد بكثير من مستقبلها الذي لم تراه يوما و خَلقت لنفسها فقاعة تحوي عالما لا يليق بغيرها ولا ترجو غيره ... ربما بإختصار كانت في حالة توحد و شيء من الإنفصام و الإنكار ... كنت أبحث دائما عن إجابات لتساؤلاتها الكثيرة والمربكة أحيانا أخرى. أتذكر أني قلت لها ذات نقاش ساخن أن الأمر ليس بأكثر من صراحة مع الذات و متنفس هواء ترى فيه نفسك في الحياة و تحاول أن تسير بها في درب الله فأما تدركها أو لا تدركها وأن موقفك من ذاتك و من أنت وماذا تريد و شيء من الإختبار و الكثير من الحكمة المجهولة الآن و الجلية في مستقبلك القادم و المحفوظة غيبا يقينا تجعل منك أنت أنت وليس أحدا آخر غيرك ... ومما أتذكره أيضا كلماتي لها التي كانت بمناسبة محاولاتي التي نجحتُ بها بثنيها عن قطع شريان يدها اليسرى. حيث كانت السكين بيدها اليمنى المرتعدة خوفا. تجعلني ليلى أهلوس بصحوتي ونومي وتجعلني أرتب الكلمات و أؤمن بها أكثر كل يوم... قلت لها بهلع وصوت كالرعد: اختبار الحياة صعب نعم صعب، رغم بساطته ورغبتنا الفطرية في العيش بسلام وأمان وحب واكتفاء وصحة جيدة وتناغم وحب ورضا... هذه المبادىء التي نصارع لأجلها لأجل أن نُبقي ذواتنا في منطقة تجعلنا نتعلم ونحب ونعطي ونضحي ونكرس أنفسنا في سبيل الحياة، الحياة الوردية التي نرجوها. لا شأن لكِ بكل ما يحدث حولكِ. الكون قد خَرِب... لا ذنب لكِ ... لم تختاري القدوم لهذا العالم الأسود. جئتِ مجبرة ولا تعلمي موعد الرحيل... سترحلين... أنا ليلى، أسمع أصوات غريبة جداً تأنُ وتبكي بوجع. أغلق أذني' .. أصرخ أصرخ دون توقف أصرخ... أخاف و أضمني وأطبطب على نفسي فأهدأ... أشعر بالوحدة فأبكي... بشرٌ أنا أملكُ قلباً يبقيني على قيد الحياة وعقلاً كذاب يأتي لي بأصدقاء أحاكيهم واضحك معهم أشعر معهم بالحياة... أصحو فيأخذهم مني ويأخذني مني. ربما أهذي الآن وربما أنا بكامل صحوي... فتحت صفحة جديدة وكتبت بعض الحروف... بعض ما أملك ومتأكدة من امتلاكي إياها... حروفي التي علمتني إياها أمي ... أعطتني أمي الحياة علمتني الحروف ولم تعلمني الحياة.. أحببت أمي من أول نظرة ولا أعرف لغاية الآن أن كنت قد أحببت الحياة. © 2017 Ghaydaa Shahatit |
Stats
50 Views
Added on July 28, 2017 Last Updated on July 28, 2017 |