علم الاصول القرانية

علم الاصول القرانية

A Chapter by د. أنور غني الموسوي

الأصل الشرعي هو القران والسنة، أي الآيات والأحاديث الثابتة. ومن هذه الأصول تتفرع الفروع الاستنباطية. وهنا سأتناول الأصول الشرعية القرآنية.

بعد تميي�™ الأصول القرانية عن بعضها ينبغي ان ترتب حسب أبواب المعارف للتيسير، والمتدبر بالقران يعلم ان موضوع القران هو العلاقة بين الله تعالى والانسان، وكل موضوع اخر يذكر في القران فهو غرضي في بيان هذه العلاقة وطريق اليها. بمعنى آخر انه من غير المفيد فعلا تبويب الأصول القرانية بحسب الموضوعات او الذوات او الأسماء، اذ ان البيان الموضوعي والشخوصي ليس مقصودا وانما المقصود هو بيان غرضي وقضايا عامة، وهذا واضح جدا لمن يتدبر القرآن. لذلك كان من الأنسب بل الاصح هو تبويب الأصول القرانية بحسب الأغراض، والاحكام العامة، والاغراض عادة ما تكون عامة فيكون التبويب الغرضي جامعا للمسائل، لكن هذه الأغراض تتجلى بالأفعال (أي الفعل النحوي) كما ان العبارة القرانية هي في الغالب من المثال وبيان لفرد من عام، لذلك يكون المحمول اهم بكثير من الموضوع الجملي، فيتبين المنهج الصحيح في تفريع المضامين ليس بحسب المسند اليه بل ينبغي ان يكون بحسب المسند من فعل او صفة، وتكون الموضوعات او الشخوص اما افرادا لعام تحققه كمصاديق او ان تكون باب للمسائل ومناسبة لها.  وهذا الامر الأخير في الوظيفة التبوبية للموضوعات يقرب منهجنا من المشهور ولا يجعله في كامل الغرابة، وان كان الأمثل والاصح هو تبويب المضامين القرانية بحسب المسانيد بشكل تام، لان الأشياء تترتب في القران ظاهرا وواقعا بحسب صفاتها وليس بحسب ذواتها، وانما الموضوعات والشخوص مجرد مقدمة لبيان ما يناسب المحمول. فالصفات افعالا وأسماء اهم بكثير من الموصوفات والفاعلات والشخوص في البيان القرآني، وان كان الغرض النهائي هو بيان أغراض عامة وقضايا عامة احكام عامة تخص تلك الموصوفات. وهذا من أعمق علوم القران.

ولأن القران يشبه بعضه بعضا، ويتكرر المضمون نفسه نصا، فانا سأقتصر على مضمون واحد من المتكررات. ولان القران يعبر عن الصفة نفسها بتعبير قوي وضعيف واقوى وأضعف ولان الأعلى شامل للأدنى فسأقتصر على الأعلى دائما وهذا من انفع علوم القران.

ولأن الايات عادة ما تشتمل على أكثر من مضمون فاني سأعمد هنا الى تبسيط الايات الى ابسط مضمون يقتصر فقط الى موضوع ومحمول مسند ومسند اليه وما يتعلق بكل منهما من قيود، ولهذا فاني سأحلل الجمل المعطوفة وسأعوض الضمائر والمقدرات والمحذوفات بشكل نصي حرفي من دون تغيير، وسأضع تلك التعويضات بين قوسين. وهذا من أبرع علوم القران.

ولأن القران يشتمل على حكم عام ومن ثم تطبيق العام على مصداقه فانا لن اهتم كثيرا للتطبيقات الخاصة الا من جهة انها مبين نصي للعام او ممي�™ واقعي للنموذج الشخصي باعتبار التجلي للعام، الا ان الغرض والحقيقة والاعتماد هو على الحكم العام وهذا من اهم علوم القران.

ولأن القران كثيرا من يحكم على الخاص ويريد العام ويطلق الخاص ويريد العام فاني سأعمد الى تتبع هذا الغرض بدلالة علمية غير ظنية وهذا من أجمل علوم القران.

ولأن القران كثيرا من يطلق العام ويريد الخاص وكثيرا من يطلق المطلق ويريد المقيد فانا استتبع ذلك بدقة من دون تكلف وبالدلالة الواضحة لكيلا ادخل في الرأي وهذا من أخطر علوم القران.



© 2021 د. أنور غني الموسوي


My Review

Would you like to review this Chapter?
Login | Register




Share This
Email
Facebook
Twitter
Request Read Request
Add to Library My Library
Subscribe Subscribe


Stats

76 Views
Added on October 28, 2021
Last Updated on October 28, 2021


Author

د. أنور غني الموسوي
د. أنور غني الموسوي

Alhilla, Babil, Iraq



About
أنور غني الموسوي طبيب وشاعر وباح.. more..

Writing
DEATH DEATH

A Poem by د. أن&#..


MELTING MELTING

A Poem by د. أن&#..